الماء في الكويت
مشكلة المياه في الكويت
“وجعلنا من الماء كل شئ حي “
الماء كما قال عنه رب العزة والجلال في هذه الآية الكريمة هو عنصر الحياة الأساسي لبقاء جميع الكائنات المتواجدة على قيد الحياة على ظهر هذا الكوكب. ونقص المياه يسبب مشكلة خطيرة جدا قد تودي بتلف الحياة وفائها ولذلك فان مشكلة نقص المياه لا يمكن حلها إلا بوجود الماء وتوفره وليس هناك بديل أخر لهذه المشكلة ولهذا فأن الكويت قد عانت ولإنزال تعاني من هذه المشكلة منذ عقودا كثيرة إلى أن تمكنت من إيجاد السبل التي استطاعت أن تحل بها هذه المشكلة المعضلة وأن كان بشكل جزئي فمصادر المياه محدودة جدا في هذه الرقعة من الأرض الجدباء ولكن في السابق كان الوضع مختلفا تماما جدا فمصادر المياه محدودة جدا وسوف نقوم بدراستها دراسة مبسطة في هذا الفصل
مصادر المياه في الكويت
في منطقه صحراويه طاردة للإنسان قليلة الأمطار وخاليه من الأنهار بل وكل مقومات الحياة كالكويت كان لابد للعقل البشري الكويتي من التفكير في أيجاد وسيلة ما تمكنه وأهله من سكان الكويت من الحصول على الماء الصالح للاستعمال البشري والحيواني ولهذا فان الكويتي استطاع أن وبجهوده الذاتية من أن يحصل على الماء بوسائل ابتدعها هو من مصادر رئيسيه ثلاثة هي كالتالي : –
1- المياه الجوفية
وهو ما تنتجه الآبار المنتشرة في الكويت من مياه عذبه وقليلة الملوحة
2- مياه شط العرب
وهو ما كانت تجلبه السفن الكويتية من مياه من نهر شط العرب
المياه السطحية
( وهي المياه التي تتكون من مياه الأمطار والسيول وتترسب في الخباري والحفر ).
هذه هي المصادر الرئيسية التي استقت منها الكويت مياهها ولهذا فأننا هنا سوف نتطرق بالبحث المبسط عن كل مصدر للمياه من هذه المصادر التي سبق أن أشرنا أليها هنا.
المياه الجوفية(الآبار أو القلبان)
هناك أنواع عديدة من المياه الجوفية في الكويت فهناك المياه العذبة الصالحة للشرب والمياه القليلة الملوحة التي تستخدم للزراعة والمياه المالحة التي تستخدم للأغراض المنزلية مثل الغسيل وغيره من أمور أخرى بل هناك أيضا الشديدة الملوحة التي تستخدم لاستخراج الملح.كل هذه الأنواع من المياه كانت تتواجد في خزانات طبيعية متفرقة في باطن الأرض داخل حدود الأراضي الكويتية .
حيث اعتمد الكويتيون الأوائل شأنهم شأن كل سكان الجزيرة العربية اعتمادا شبه كليا على مياه الآبار بسبب عدم وجود المسطحات المائية في شبه الجزيرة العربية مثل البحيرات أو الأنهار. فمياه الآبار هذه عندما تستخرج من باطن الأرض يطلق عليها في الكويت اسم “مياه القلبان ” وكلمة القلبان هي جمع لكلمة القليب أو( الجليب) والتي تعني البئر والقلبان معناها الآبار. فهذه القلبان أو الآبار كانت منتشرة في جميع أجزاء الكويت ولكن كانت هناك مناطق محدده اشتهرت بان مياهها مياه عذبه ولهذا فان كثير من الناس كانوا يجلبون هذه المياه العذبة من هذه المناطق على ظهور الدواب حتى وان كانت هذه المناطق بعيده عن مدينة الكويت .وأهم المناطق التي اشتهرت بآبار المياه العذبة خارج مدينة الكويت هي أبو حليفه والفنطاس والفنيطيس وعريفجان والصبيحية وأم الهيمان الجهراء والدمنة بالإضافة إلى العديد من المناطق الكويتية البعيد والتي لا يسع المجال هنا إلى ذكرها ولكن يجب أن نعرف أن بها قلبان للمياه العذبة أو قليلة الملوحة وهذه المناطق كما نلاحظ بأنها جميعا كانت مناطق بعيده عن مدينة الكويت والتي هي محط دراستنا هذه. فهذه المناطق التي ذكرناها هنا هي من المناطق الزراعية المشهورة والمعروفة في الكويت والتي اعتمدت اعتمادا كليا على مياه الآبار العذبة وكذلك المياه القليلة الملوحة فهذه المياه لها فعالية غير مباشر على سكان مدينة الكويت حيث أن المياه الجوفية التي تنتج من هذه المناطق لاتصل إلى الكويت مباشرة ولكن تصلها عن طريق المنتجات الزراعية القليلة والبسيطة والتي تنتجها هذه المناطق وتنقل هذه المنتجات الزراعية من هذه المناطق المنتجة على ظهور الدواب والتي كانت هي وسيلة النقل المتوفرة بل الوحيدة لنقل البضائع حيث تباع المنتجات الزراعية في سوق الكويت .
فكما ذكرنا سابقا كانت الكويت تعتمد اعتماد شبه كلي على مياه القلبان وكانت هذه القلبان تحفر يدويا وبالآلات بسيطة جدا واستطاع الإنسان الكويتي بقوته الذاتية وما تيسر له من آلات بدويه بسيطة مثل ألهيب والسخيين والزبيل والحبل في أن يستخرج المياه التي يستفيد منها من الخزانات الطبيعية الموجودة في باطن الأرض ويستغلها لاستخداماته واحتياجاته الضرورية لان الأعماق التي تتواجد بها المياه أعماق قريبه جدا من سطح الأرض . وكانت تتم عملية استخراج المياه عن طريق الحفر المكشوف .فعملية الحفر هذه كانت محفوفة بالمخاطر خصوصا إذا كانت الآبار موجودة في منطقة رملية خفيفة فان هذه الآبار كثيرا ما تكون معرضه لانهيارات الرمل علما بأنه ليس هناك إجراء وقائي لأبسط طرق السلامة ولكن شدة الحاجة إلى الماء تدفع الإنسان إلى طريق المخاطر في سبيل الحصول على قطرة ماء . فالمياه في الكويت بصورة عامه كانت تتواجد على أعماق تتراوح ما بين “ثلاثة أمتار ونصف إلى عشرة أمتار “في الأماكن الداخلية والبعيدة عن شاطئ البحر وهي تعتبر أعماق كبيره في مقاييس ذلك الوقت أما المناطق القريبة من الشاطئ فان المياه تتواجد على أعماق قريبة جدا من سطح الأرض حيث تتراوح الأعماق ما بين مترين إلي ثلاثة أمتار ومياه هذه الآبار أو القلبان القريبة من الشاطئ عادة ما تكون غير صالحه للشرب لا أنها مالحة بسبب قربها من البحر ولكنها تستخدم في الأغراض المنزلية مثل الغسيل وخلافه . فلا يوجد بيت في الكويت تقريبا إلا وبه “جليب” ويقول بعض الكويتيين الذين كانوا يعيشون في منازل قرب البحر بان مياه القلبان في منازلهم كانت تتأثر بحركة المد والجز للبحر فيلاحظون ارتفاع منسوب الماء في الآبار عندما يكون البحر في حالة المد وانخفاض هذا المنسوب في حالة الجزر ويقولون أن هذه الآبار كانت متصلة بالبحر . ولهذا فان مياهها نفس مياه البحر.ولكن ليس كل القلبان كانت متصلة بالبحر بل كانت هناك قلبان مياهها صالحه للاستعمال البشري كالشرب والطبخ واغلب القلبان ذات المياه العذبة كانت في المناطق الداخلية البعيدة نوعا ما عن البحر مثل الصالحية والمرقاب و الصوابر وكان هذا في أوائل عهد الاستيطان بالكويت حيث كانت هذه المناطق خارج السور الثاني ولكنها كانت داخل السور الثالث واستمر الحال هكذا في الاعتماد على الآبار القريبة فترة من الزمن لم نستطيع وبكل أسف تحديد مدتها إلى أن نمت الكويت و أزداد عدد سكانها فأصبحت هذه الآبار غير كافيه لتزويد السكان بالماء كما أنها أصبحت جافه لسببين رئيسيين هما
أولها قلة مياه الأمطار التي كانت تزود هذه الآبار بالمياه
وثانيهما زيادة عدد السكان وبالتالي كثرة المستهلكين.
لذلك تم البحث عن آبار بديله وقريبه من المدينة تزودها بما تحتاجه من مياه.وكانت الآبار التي سوف نتحدث عنها هنا مثل آبار الشامية و كيفان والدسمة و العديلية والشعب وحولي والنقرة أما الآبار التي كانت داخل المدينة فقد كانت قليلة العدد وقليلة الأعماق وكانت ذات مياه متجددة ولكنها كانت مع الأسف الشديد سريعة النضوب والنفاذ وكانت تعتمد اعتمادا كليا على مياه الأمطار . فمياه الأمطار القليلة التي كانت تسقط في هذه المنطقة هي الالثالث.تزود هذه القلبان بالمياه ولهذا فان المياه في هذه الآبار كانت قليلة جدا وكانت سريعا ما تزيد فيها نسبة الملوحة.ولهذا فأننا نلاحظ بأن الزراعة في مدينة الكويت كانت شبه معالثالث.ب ندرة المياه حيث أن الماء كان للشرب والطبخ وليس للزراعة التي تحتاج مياه كثيرة بل أن غسيل الملابس كان يتم بمياه قليلة الملوحة أو مالحة بصورة أدق.هذه القلة من الآبار جعل أهل الكويت يتجهون إلي خارج السور الثالث. و بما أن دراستنا تشمل داخل السور ونظرا لان أبار المياه العذبة معدومة في الداخل فأننا هنا سوف نضطر ألي الخروج قليلا خارج السور ونتحدث عن الآبار الموجودة في مجال مدينة الكويت أو بصورة اصح الآبار المحيطة أو القريبة منها وذلك لأهمية هذه الآبار واعتماد الحياة اليومية لأهل الكويت عليها وسوف نترك الحديث أو البحث عن الآبار البعيدة عن المدينة والموجودة في القرى بسبب عدم تأثير هذه الآبار البعيدة على الحياة في مدينة الكويت .
قلبان الشامية
: تقع هذه القلبان في خارج السور وفي الجزء الغربي من مدينة الكويت حيث تبعد هذه القلبان عن السور بحوالي (1500) متر أي كيلو ونصف تقريبا وعدد الآبار الموجودة تزيد عن عشرة أبار وكانت مياه أبار الشامية في أول اكتشافها عذبه جدا وتتدفق طوال العام ولكن كثرة الاستعمال وكذلك قلة الأمطار التي كانت المصدر الرئيسي الذي يغذي هذه الآبار بالمياه أدت إلي عدة تغيرات تحصل في هذه الآبار منها ما يلي:-
1- أن لون هذه المياه تغير إلي اللون الأصفر حيث اختلطت المياه القليلة مع تربه قاع الآبار.
2- تغير طعم الماء حيث ازدادت نسبة الملوحة بشكل ملحوظ مما جعل شرب مياه هذه الآبار غير مستساغا.
هذه التغيرات التي طرأت علي هذه الآبار جعل من المستحيل شرب مياهها ولذلك ابتعد الناس عنها وهجروها فلم تعد تزود الكويت بالماء في أخر الأمر
قلبان رأس كيفان
:تقع كيفان إلي الجنوب الغربي من الكويت حيث تبعد حوالي ثلاثة كيلو متر من بوابة الجهراء كما أنها تقع إلى الغرب تماما من الهضبة المشهورة في ذلك والتي كانت تعرف سابقا باسم( صيهد البقر ) وتبعد عنها بحوالي كيلومتر واحد في نفس الموقع الذي تحتله ألان مدرسة كيفان الثانوية للبنين وقد كان بها قليل من الآبار حيث تقدر عدد القلبان بحوالي ستة قلبان ولكنها لم تكن تنتج مياه عذبه مثل مياه الشامية إذ أنها بها قليل من الملوحة ويقال أن هذه المياه تشابهه مياه الصليبية .وبسبب ارتفاع نسبة الملوحة في هذه المياه كما أن هذه الآبار كانت علي أعماق كبيره تبلغ حوالي (10) أمتار ولهذا لم تجد هذه القلبان العناية من الكويتيين حيث أهملت هذه الآبار فطمرها الرمل وطمست معالمها ولم يستدل علي مكانها تماما ولكن يعتقد بأنها في المكان الذي ذكرنا هنا.
قلبان العديلية: تقع قلبان العديلية إلى الجنوب من مدينة الكويت حيث تبعد بحوالي أربعة كيلومترات من بوابة الشامية وتعتبر مياه العديلية من المياه العذبة والتي تستعمل للشرب حيث أن الأهالي يتوافدون أليها مع دوابهم لزعب المياه منها لأجل التروية . فقد بلغ عدد القلبان الموجودة هناك حوالي عشرة قلبان كلها كانت تنتج مياه عذبه كما أن منطقة العديلية تعتبر من المناطق الزراعية بسبب كثرة الآبار الموجودة فيها فقد كانت تزرع الحبوب مثل الشعير والقمح معتمدة على هذه الآبار وتزيد كمية الحبوب المزروعة في السنوات التي يكثر فيها المطر .واستمرت أبار العديلية مع أبار الشامية فترة طويلة من الزمن تزود مدينة الكويت بالمياه العذبة ولكن الزمن دارت دائرته فاندثرت أبار العديلية ولم يبقى إلا ذكراها ويرجع ذلك إلى الإهمال الذي أصاب هذه الآبار وعدم رعايتها من قبل الأهالي .ويقول بعض من سألتهم عن قلبان العديلية أن سبب الإهمال لهذه الآبار يعود إلى سببين رئيسيين هما ما يلي :
1- أن المياه الموجودة في العديلية ازدادت فيها نسبة الملوحة بسبب كثرة الطلب عليها واستخدامها هناك للتروية وري المزروعات .
2- استخدام الكويت لمياه “الكنديسه” وهي المياه المستخرجة من محطة تقطير المياه في الشويخ
قلبان مشرف و السرة
: تقع قلبان قصر السرة وقصر مشرف في منطقة القراعة وهذه المنطقة تقع إلى الجنوب من مدينة الكويت فهي تبعد عن السور ومن بوابة البريعصي بحوالي (14) أربعة عشر كيلومتر ولا يعرف على وجه التحديد عدد الآبار الموجودة في هذه المنطقة لأنها (أحمى) أي منطقه محمية وكان محظور استخدام أراضيها ومراعيها للرعي وكذلك مياهها للناس العامة لان أبارها هي الآبار التي كانت تزود بيت الشيخ العود بالمياه ويقال عن هذه القلبان بأنها كانت تنتج مياه خالصة العذوبة بل تعتبر المياه في هذه المنطقة من أفضل المياه في الكويت كلها . هذه القلبان تقع إلى الشمال من مرتفع مشرف والذي مبني عليه قصر مشرف وتبعد عن القصر بحوالي نصف كيلو متر أو أكتر قليلا من ذلك . ولكن مع الأسف الشديد هذه القلبان ليست لدينا عنها معلومات وافيه ألا مجرد إشارات بسيطة إشارة إليها بعض الكتب التي تكلمت عن الكويت ولكن هناك بعض الرجال الذين زودوني ببعض المعلومات البسيطة عن هذه الآبار
قلبان الدسمة:
تقع قلبان الدسمة إلى الجنوب الشرقي لمدينة الكويت وعلى بعد كيلوان ونصف الكيلو متر من السور حيث كان موقع هذه الآبار داخل مزارع الدسمة والدعية والتي كانت تزود سوق الكويت بجزء من الخضار التي تنتج محليا كما إنها كانت أيضا نقطة تجمع لبعض القوافل التجارية التي كانت تسافر إلى مدينة الرياض ومنطقة الإحساء وتعتبر قلبان الدسمة مركز ثانوي لهذه القوافل في التزود بالمياه التي تحتاجها بالطريق بالإضافة إلى إنها آبار تعتبر شبه مهمة في تزويد الجزء الشرقي من مدينة الكويت بالمياه العذبة الصالحة للشرب . ومع الأسف الشديد لم نتمكن من معرفة عدد هذه الآبار التي قال عنها بعض الرواة بان مياهها غير صالحه للشرب بينما ذكر آخرون بأنها مياه الدسمة مياه صالحه للشرب .
قلبان حولي :
تقع حولي إلى الجنوب من السور ويتجه إليها من بوابة البريعصي وهي تقع على مرتفع أو كما يسمى في ذلك الوقت( صيهد حولي) وكانت منطقة حولي منطقه زراعية يذهب إليها الأهالي للنزهة والمكشات حيث أن بها بعض المزارع وتمتاز آبار حولي بالمياه العذبة التي تستخدم للشرب حيث كانت تروي المناطق القريبة منها مثل النقرة والشعب والدمنة ولكن لكثرة نزح المياه من هذه الآبار وقلت الأمطار التي كانت تغذي الآبار بالمياه فأنها تحولت إلى آبار ذات مياه قليلة الملوحة مثل مياه الصليبية حاليا ولذا فان هذه المياه تركت ولم تعد تستخدم . فعندما اكتشفت هذه الآبار ذات المياه العذبة ذاع صيتها في المدينة وأصبحت مطلب لكثير من الناس الذين يشترون هذه المياه بأسعار مرتفعه بعض الشيء .
قلبان النقرة
: سميت هذه المنطقة بالنقرة لأنها كانت منخفضة بعض الشيء بالنسبة للمنطقة المحيطة بها وكانت على شكل منخفض كبير وتقع منطقة النقرة إلى الجنوب من بوابة البريعصي في مدينة الكويت وتبعد حوالي ثمانية كيلومترات من هذه البوابة لقد كانت في هذه المنطقة العديد من الآبار الخاصة التي كانت تحفر في داخل المنازل ومياه هذه الآبار كانت مالحة وغير صالحه للشرب ولكنها كانت تستخدم للأغراض المنزلية مثل غسيل الملابس وخلافه ونظرا إلى استحالة شرب مياه هذه الآبار فأنها أهملت تماما ولم تعد تستخدم الأمر الذي أدي إلى طمر هذه الآبار وعدم وجودها
قلبان الشعب
: منطقة الشعب تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة الكويت كما إنها تقع إلى الشرق من منطقة حولي قلبان الشعب تقع في الشعب ومياهها قليلة الملوحة غير صالحه للشرب حيث أن بها كثير من الطين ولذلك تجد أن مياهها لونها التراب أو الطين ولذلك لاستخدم للاستهلاك البشري إلا إنها تستخدم في ري المزروعات تروية الحيوانات.
هذه الآبار التي تكلمنا عنها هنا هي مثال للآبار الموجودة حول مدينة الكويت والتي هي مجال بحثنا ولكن هذا لا يعني عدم وجود آبار للمياه غيرها فهناك آبار للمياه كانت تزود القرى الكويتية المعروفة مثل الجهراء والفحيحيل والفنطاس وأبو حليفه والصبيحية والعديد من القرى الأخرى المعروفة والتي هي خارج مجال بحثنا
مياه شط العرب
الجميع يعرف أن مياه شط العرب تتكون من التقاء نهري دجلة والفرات اللذان ينبعان من المرتفعات التركية ويصبان في مياه الخليج العربي بعد أن يلتقيا في منطقة ( القرنة) في جنوب العراق في شمال مدينة البصرة حيث يغذيها شط العرب بالمياه بالإضافة إلى مياه نهر الكارون الذي ينبع من الأراضي الإيرانية والذي يزيد من كمية المياه في هذا الشط . هذه الكميه الهائلة من المياه ساعدت كلا من العراق وإيران على استخدام هذا الشط كممر مائي هام بل أن العراق كان ميناءه الرئيسي في مدينة البصرة التي تبعد عن مصب شط العرب في الخليج حوالي أكثر من أربعين كيلومتر حيث أن السفن الدولية ومن ضمنها السفن الكويتية كانت تسير داخل شط العرب من رأس البيشة في الخليج العربي إلى منطقة (مارجين أو المعقل ) في مدينة البصرة . هذا الممر المائي كانت مياهه عذبه وكانت السفن الكويتية تتزود بالمياه من شط العرب قبيل رحلاتها إلى مواني الخليج والهند ولم يفكر أحد في ذلك الوقت إلى إحضار مياه شط العرب إلى الكويت إلا في أواخر عهد الشيخ مبارك الصباح وبالتحديد في عام 1906 ولم يكن إحضار الماء من شط العرب جاء نتيجة دراسة وأبحاث وجدوى اقتصادية بل جاءت نتيجة ضربة عفوية أو كما “يقـال علـى البـركة” هـذه الضربة العفوية استفاد منها أهل الكويت واستطاعوا أن ينقذوا مدينتهم من العطش .
ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان كيف تمت أول عملية جلب مياه من شط العرب بالسفن إلى مدينة الكويت ؟
يتحدث بعض الـرواة أن شخصـا من صيادي السمـك يـدعى “حمود بن سلطان “كان في رحلة صيـد سمك بمنطقة “العكـاز” في خور عبد الله ونفذ الماء الذي كان معهم فتوجهوا إلى شط العرب فأخذوا ” يمزرون ” الماء اي ينقلون الماء من الشط(شط العرب) إلى الخزان الماء الذي كان في الجالبوت والذي كان يمتلكه – الجالبوت هي سفينة صغيره كانت تستخدم للغوص وصيد الأسماك – فلما انتهوا من عملية الصيد عادوا إلى الكويت ومعهم كمية من ماء شط العرب التي جلبوها معهم وصادف أن قيمة بيع سمك في ذلك اليوم كانت قليلة فقرر “حمود بن سلطان ” أن يبيع الماء الذي في خزان “الجالبوت ” حتى يتمكن من سد مصاريف رحلة الصيد ووفق في بيع الماء حيث باع “قوطي الماي ” صفيحة الماء بسعر بيزتين أي ما يعادل فلس واحد بسعر الوقت الحاضر ثم عاد مرة أخرى إلى شط العرب وشحن شحنة جديدة من الماء وباعها واستمر فترة من الزمن وهو البائع الوحيد لماء الشط إلى أن قلده “السيد محمد اليعقوب ” الذي انزل “تشالتة ” إلى البحر في عام 1909 والتي صنعها خصيصاً لكي تكون ناقلة للماء من شط العرب إلى الكويت حيث وضع بداخلها خزانات ماء أو حسب ما كانت تسمى “فنطاس “هذه الفناطيس كانت مصنوعة من الخشب ثم سافر في هذه “التشالة ” إلى شط العرب وأحضر الماء الذي باعه بربح وفير لم يكن يتوقعه هو شخصيا هذا الربح الجيد دعا الكثير من أصحاب السفن إلى تقليد “محمد اليعقوب “وتحويل سفنهم إلى سفن ناقلة للماء أو بناء ناقلات جديدة لنقل الماء من شط العرب إلى الكويت وحقق أصحاب السفن عوائد مالية وفيرة ساعدت على إيجاد فرص عمل للكثير من للكويتيين العمال والبحارة العاطلين عن العمل في ذلك الوقت .
شدة احتياج الكويت للماء أدى إلى أن يقوم صناع السفن إلى تصميم أنواع جديدة من السفن تأخذ في عين الاعتبار الأوضاع الطبيعية للساحل الكويتي ولهذا فان هناك أنواع جديدة من السفن دخلت مجال العمل وجميع هذه السفن كانت سفن شراعيه ذات جسم عريض و غاطس صغير يمكنها من الدخول إلى الميناء أو “النقعة” في أوقات الجزر وتكون خالية من السطحة وسطح السفينة هو أسقف الخزانات ويوضع في داخل السفن خزانات الماء يتراوح عددها ما بين (10) إلى (12) خزان سعة هذه الخزانات تتراوح ما بين (8000) ثمانية آلاف جالون إلى (12000) أثنى عشر ألف جالون وهذه الخزانات موزعه في السفينة على النحو التالي :
في مقدمه السفينة خزانان صغيران وفي المؤخرة ثلاث خزانات صغيره هذه الخزانات الخمسة متوسط سعة كل خزان منها يتراوح ما في بين (400-500) جالون أما في وسط السفينة فتوجد ما بين ستة خزانات إلى ثمانية خزانات متوسط سعة كل منهما (800) جالون إلى (1000) جالون . ويتم وضع هذه الخزانات في السفينة بطريقة فنية حيث يتم إغراق السفينة بالبحر وذلك بفتح (ألمغر) وهو عبارة عن فتحة صغيرة تكون في أسفل السفينة فيدخل الماء عندما يكون البحر في حالة المد (الماية سجي) ثم تسحب الخزانات إلى السفينة الغارقة وتوضع هذه الخزانات أو الفناطيس في السفينة أ و ( البوم) وتثبت في الأماكن التي ذكرناه ويتم الانتظار إلى أن تتحول حالة البحر إلى الجزر عندما (تثبر الماية) فيخرج الماء من السفينة ثم تغلق هذه الفتحة (ألمغر) وبذلك يكون (بوم الماي ) جاهز للسفر إلى شط العرب وجلب الماء
أما متوسط عدد البحارة في كل سفينة فانه عادة ما يكون ما بين (4) إلى (8) بحارة وذلك حسب حجم السفينة فالسفينة الكبيرة تحتاج إلى بحاره أكثر من السفينة ذات الحجم الصغير وإذا نظرنا إلى حمولة السفينة وعدد البحارة التي بها فأننا نلاحظ في حسبة بسيطة بأن لكل (2000) آلفان جالون ماء لها بحار واحد يتولى تحميلها وتفريغها وتتم عملية التحميل والتفريغ هذه يدويا وبالطاقة البشرية حيث تستخدم الصفائح التنك في رفع الماء من شط العرب إلى السفينة أما طريقة النقل فانه يوضع (جالي) وهو عبارة عن رف يوضع على أجانب السفينة يقف عليه البحار ثم يوضع مرزام خشبي وهو عبارة عن ثلاثة أخشاب مصنوعة كأنها حرف U بالغة الإنجليزية على أجناب السفينة وتوضع نهاية هذا المرزام في فتحة الخزان ويسكب بها الماء فيسير الماء إلى الخزان إلى أن يتم امتلائه بالماء ثم يتحول إلى الخزان الآخر وهكذا إلى أن يتم شحن السفينة بالماء ثم تغادر السفينة شط العرب متوجه إلى الكويت أما تفريغ السفينة من الماء فتكون بنفس طريقة الشحن ولكن بطريقة عكسية .
هذا الأسطول من ناقلات الماء كان ينقل يوميا إلى الكويت مائة ألف جالون من الماء ونستطيع أن نقول أنه بموجب حمولة هذه السفن وكمية الماء المنقولة يوميا إلى الكويت بان نقدر عدد السفن ونقول ونحن مطمئنين إلى صحة تقديرنا بأن عددها لا يزيد بأي حال من الأحوال عن خمسة عشر سفينة .
أما المسافة بين مدينة الكويت ومدينة الفاو التي هي في مدخل شط العرب فتبلغ حوالي (18) ثمانية عشر كيلومتر تقطعها السفينة في رحلة الذهاب والإياب والتحميل في خلال (12) اثني عشر ساعة هذا إذا كانت سرعة الرياح مناسبة للسفينة أما إذا كانت الرياح واقفة أو كما يقال(الهوا دوج ) أو سرعتها بطيئة فان الرحلة تستغرق ثلاث أيام بلياليها وربما أكثر من ذلك .
وعندما تصل السفينة إلى الكويت وترمي مرساتها في الفرضة أو في نقعة الغنيم أمام بركة الماء فيتم بيع مائها بطريقتين
الطريقة الأولى
أن يباع الماء على الساحل للسكان المتجمهرين حول السفينة ويكون البيع مباشرة بين المستهلك و أصحاب السفن ولهذا فان سعر البيع يختلف حسب العرض والطلب حيث يرتفع سعر الصفيحة إلى أربع بيزات بل و أحيانا يصل السعر إلى ثمان بيزات عندما يشح الماء ولاتصل السفن إلى الكويت لأي ظرف من الظروف
الطريقة الثانية
فتفرغ حمولة السفينة إلى خزانات الحكومة أو كما كانت تسمى (ببركة الماي ) وتباع من بركة الحكومة صفيحة الماء التي سعتها أربعة جالونات بسعر بيزتين أي اقل من الفلس بالعملة الحالية
وهذا يعني أن السفينة الواحد تدر دخلا جيدا لصاحبها حيث أن متوسط قيمة البيع تبلغ حوالي (45) روبية وهي ما تعادل (4 ) أربعة دنانير في وقتنا الحاضر. هذا إذا كان المشتري هي الحكومة أما إذا كان البيع يتم بالطريقة الحرة بين صاحب السفينة والمستهلك فان السعر يختلف ولذلك فان الأمر معرض لعامل العرض والطلب ولهذا فان قيمة الماء قد تبلغ في بعض الأحيان ضعف المبلغ المذكور إلا وهو (4) أربعة دنانير بل ويمكن أن يصل إلى أعلى من هذا المبلغ بكثير جدا وكان يصل متوسط سعر البيع يصل إلى (65) روبية وهي ما تعادل (5) خمسة دنانير
أما توزيع إيراد السفينة فيتم توزيعه إلى عدة قلايط أي ألي عدة أسهم فأسهم الواحد كان يسمى في ذلك الوقت قلاطة ويتم التوزيع على النحو التالي :-
نصف الإيراد يكون لصاحب السفينة أي ما يعادل 50% من الإيراد أما النصف التالي فيقسم علي الشكل الآتي:-
1- قلاطة واحدة (سهم واحد) أو أكثر منها بقليل لتموين السفينة بالأكل
2- قلاطة (سهم واحد) لكل بحار
3- قلاطة (سهم واحد) لقائد الدفة (السكوني)
4- قلاطة ونصف (سهم نصف) (للنوخذه ) قائد السفينة
5- قلاطة واحدة (سهم واحد) للبوم .
مشاكل نقل مياه شط العرب
1 المشكلة الصحية
لقد كان الماء الذي يجلب من شط العرب فقد كان ماء غير نظيف وغير صحي يحمل الكثير من الجراثيم والطفيليات وكان يسبب الأمراض المعوية وخصوصا مرض “دودة الإسكارس” الذي كان منتشرا في الكويت في ذلك الوقت بالإضافة إلى أن الخزانات المياه في السفن أيضا كانت غير نظيفة و تنعدم فيها الأساليب الصحية حيث لم تعرف أساليب التعقيم للماء في الكويت في ذلك الوقت علما بان هذا الأسلوب معروف في العراق حيث أن توزيع الماء في المدن العراقية يتم بواسطة الأنابيب
2 مشكلة أمن السواحل العراقية
كانت تواجه سفن الماء الكويتية مشاكل عده من قبل رجال الأمن العراقيين المسئولين عن السواحل العراقية حيث أنهم كانوا يرفضون أن تقوم السفن الكويتية بأخذ الماء من شط العرب والذي كان كله تحت السيطرة العراقية ويتم نقل الماء عن طريق التهريب وكانت كثير من السفن معرضه للغرامة المالية الكبيرة والتي تبلغ “خمسة دنانير ” عراقية والتي كانت كبيره في حسابات ذلك الوقت وكذلك تفريغها من الماء إذا ألقت سلطات الأمن القبض على هذه السفن وسجن بحارتها أو طردها من شط العرب إذ أن السلطات العراقية كانت تمنع السفن الكويتية من أخذ الماء من شط العرب ولهذا فأن كثير من السفن الكويتية تتوجه إلى نهر كارون الإيراني لكي تتزود بالمياه دون تعرضها لأية مشاكل من قبل السلطات ألا منية الإيرانية او انها تقوم بسحب المياه من فم شط العرب دون الدخول الى شط العرب نفسه حيث ان المياه العذبه تكون على بعد 7 كيلومتر من شط العرب ومع ذلك فقد كانت هناك مشاكل تحدث مع قوات الامن العراقية فقد كان أصحاب السفن أو النواخذه الكويتيون يقدمون الرشاوى مضطرين للرجال الأمن العراقيين لكي يسمحوا لهم بأخذ الماء من الشط وحتى لا يتعرضوا إلى المتاعب التي قد تصدر منهم مما يسبب لهم الخسارة المالية بالإضافة إلى تأخر وصول الماء إلى الكويت .
بسبب هذه المشاكل وغيرها من مشاكل أخر ى التي قد تنشأ أحيانا بين السفن الكويتية ورجال الأمن العراقيين وتفاديا لها فقد رأت الكويت في عام 1914 وفي عهد الشيخ مبارك الصباح في أن تشتري من شركة ستريك البريطانية للملاحة ماكينة صغيره لتقطير المياه طاقتها الإنتاجية تقارب الثمانية آلاف جالون يوميا وتم شرائها بمبلغ (250) ألف روبية أي ما يعادل(19) ألف دينار ووضعت هذه الماكينة في قصر الشيخ مبارك لتزويد القصر والمنطقة المحيطة به بالمياه العذبة لكن لسوء الحظ فأن هذه الماكينة لم تعمل بصورة جيده ومرضيه مما أدى إلى أن تقوم الشركة البائعة إلى أن تفك هذه الماكينة وان تعيد ثمنها إلى الكويت وتعتبر هذه الماكينة أول آلة لتقطير المياه يتم تشغيلها في العالم العربي .
بعد أن باءت أول محاولة لتقطير مياه الخليج بالفشل و كذلك عدم إمكانية السفن الكويتية في توفير القدر الكافي من المياه لسكان الكويت بسبب الزيادة الكبيرة في أعداد السكان كان لابد من أيجاد وسيلة ناجحة توفر المياه في المدينة على مدار الساعة . لهذا فقد أمر الشيخ مبارك الصباح بأن يقوم النوخذه “خالد العسعوسي” بالذهاب إلى الهند وشراء باخرة تجاريه ذات خزانات واسعة يمكن استخدامها في نقل المياه من شط العرب ألي الكويت ومن حسن الحظ فقد وجد باخرة معده خصيصا لنقل الماء معروضة للبيع فقد كانت هذه الباخرة تنقل المياه بين المقاطعات والقرى الهندية النائية وقد فقادها النوخذه “خالد العسعوسي ” من الهند وأحضرها إلى الكويت وعندما وصلت هذه الباخرة ألي الكويت أطلق عليها الشيخ مبارك الصباح أسم “أمسيعيد” .
أخذت هذه الباخرة القيام برحلات يومية منتظمة بين الكويت وشط العرب لجلب المياه.ونظرا لان غاطس هذه السفينة عميق فقد كان من الصعب جدا على هذه الباخرة الاقتراب من الساحل أو الدخول إلى الفرضة وهي بكامل حمولتها لهذا فأن هذه الباخرة عندما تصل ألي الكويت وهي محملة بالماء فأنها تقف بعيدا عن الساحل ثم تصل إليها العديد من السفن بصغيره وتفرغ منتصف حمولتها من الماء ألي السفن بصغيره ثم بعد ذلك تدخل الباخرة بعد ذلك ألي الفرضة واستمرت هذه الباخرة في العمل حتى تم افتتاح محطة تقطير المياه في الشويخ وبعد ذلك انتهت خدمة هذه الباخرة .
كانت حمولة الماء من السفن تفرغ في الخزانات الأرضية أو “بركة الماي” التي سبق أن ذكرناها سابقا وكان الماء ينقل من السفن أو من “بركة الماي ” ألي المستهلك بواسطة أربعة طرق وهي كالأتي :-
1- بواسطة الإنسان
2- بواسطة القرب التي تحمل على ظهور الدواب
3- بواسطة العربات التي يدفعها الإنسان
4- بواسطة العربات التي تجرها الحيوانات
الطريقة الأولى :- كان الإنسان يستعمل قوته الشخصية دون الاعتماد على أية وسيلة أخرى في نقل الماء من بركة الماء أو السفينة ألي المستهلك حيث كان يستعمل تنكتان من الصفيح مربوطتان بحبل سميك ويحملهما الإنسان بواسطة عصا غليظة وطويلة يضعها على كتفه وفي طرفيها توضع الصفيحتان المملئتان بالماء ويتوجه ألي المستهلك وكان تسمى هذه الطريقة ( الكندر) وبائع الماء يسمى “الكندري” نسبة إلى أن بائعي الماء بهذه الطريقة هم من “الكنادرة ” وهم من الفرس الذين وفدوا إلى الكويت من بلاد فارس أو إيران حسب التسمية الحديثة ويدينون بالدين الإسلامي وفق المذهب السني وليس وفق المذهب الجعفري أو الشيعي
الطريقة الثانية :- وكانت تستخدم فيها القرب المصنوعة من جلد الحيوان حيث تملأ هذه القرب بالماء وتوضع فوق ظهور الحيوانات مثل الحمير والأحصنة وكذلك الجمال ويبلغ عدد القرب التي تحملها الحيوانات ما بين قربتان ألي أربعة قرب أي ما يعادل من (16) ألي (50) جالون في الدرب الواحد وذلك حسب قوة تحمل الحيوان ويتوجه الشخص المسئول عن نقل المياه والذي كان يسمى (الّحمار) ألي المستهلك في منزله حيث يبع له الماء ويقوم (الحّمار) بنقل قرب الماء من على ظهور الحيوانات ألي الأماكن المخصصة لحفظ الماء في المنزل حيث يفرغ القرب في هذه الأماكن والتي عادة ما تكون الغرشة -البرمة – الآيحلة – وحب
الماء بالإضافة ألي تانكي الماء
الحمارة يضعون قرب الماء فوق ظهر الحمار
فإذا كان المستهلك زبون دائم (للحّمار) فأن البيع يكون بالحساب الشهري أو الأسبوعي ويستخدم في ذلك الطريقة الإحصائية حيث يقوم (الحّمار) بحك الحائط بعصاه والتي كانت تسمى (المشعاب) ويرسم رقم (1) للدرب أو الشوط الأول كما كان يسمى ثم الدرب أو الشوط الثاني يرسم رقم (1) مرة أخرى ومرة ثالثه للدرب الثالث وكذلك الدرب الرابع أما الدرب الخامس فأنه يضع خط مائل على هذه الخطوط الأربعة وبذلك يكون كمل الخمسة الدروب و ألأشوطة( وهذه الطريقة تستخدم في الاحصاء حتى الوقت الحاضر ) . وكان ميسوري الحال من أهل الكويت يمتلكون الدواب الخاصة بهم لنقل الماء إلى منازلهم
الحمارة والكنادرة ينقلون ماء شط العرب من السفن الماء
الطريقة الثالثة :- هذه الطريقة جاءت متأخرة إلى الكويت حيث كان يتم نقل الماء عن طريق العربات التي تسير على ثلاث عجلات و يدفعها الإنسان بيديه وكان يوضع في هذه العربة خزان أو تانكي صغير للماء مصنوع من الحديد تبلغ سعة حوالي (100)مائة جالون وكانت تعتبر هذه الكمية كبيره بمقاييس ذلك الوقت وكانت هذه الكمية تباع إلى عدة منازل وليس إلى منزل واحد وكان البيع يتم بالصفيحة التي سعتها (4) جالونات كما ذكرنا سابقا وكانت هذه العربات تجوب شوارع الكويت وتعرض الماء للبيع كأي سلعة تجاريه أخرى ولم يقم أي شخص كويتي باستخدام هذه الطريقة لبيع الماء ولكن أستخدمها (المهاره) وهم اليمنيون الجنوبيين الذين وفدوا إلى الكويت من بلاد المهرة والتي تقع في أقصى جنوب الجزيرة العربية طلبا للرزق والعيش الحلال وكان سعر الصفيحة الماء تباع بسعر (4) أربع أنات أي ما يعادل (20)فلس ويلاحظ هنا ارتفاع الأسعار الماء بسبب ارتفاع في غلاء المعيشة
الطريقة الرابعة :- وهي العربات التي تجرها الحيوانات فقد كانت هذه العربات مصنوعة من الخشب ويوضع بها خزان الماء المصنوع من الحديد وكانت عجلات هذه العربات هي عجلات السيارات القديمة(السكراب) وكانت هذه العجلات تثبت تحت العربة حتى يسهل جرها خصوصا وأنها محملة بكمية كبيره من الماء وتصنع على أجناب العربة رفوف خشبية توضع فيها صفائح الماء الفارغة عندما تسير العربة في طريقها إلى بيت المستهلك وعندما تصل العربة إليه يقوم سائق العربة بإملاء هذه الصفايح بالماء وإدخالها إلى المنزل حيث يفرغها في المكان المخصص . وكانت حمولة هذه العربة تزيد عن (150) جالون
لقد كانت هذه الطريقة هي بداية استخدام السيارات أو تناكر الماء في الكويت ولم تستمر هذه الطريقة إلا فترة قصيرة من الزمن حيث حلت السيارات بدلا منها.
المياه السطحية
نقصد بالمياه السطحية هنا (هي مياه الأمطار التي تتجمع على سطح الأرض وتحفظ سواء كان ذلك بواسطة فعل الإنسان أو بفعل العوامل الطبيعية.)
وتحفظ مياه الأمطار رغم قلتها فوق سطح الأرض بعدة طرق نوجزها بالأتي :-
1 -البرك في البيوت
2 -الحفر في الفرجان
3- الخباري
4- السدود والحفر الكبيرة
وسوف نتكلم هنا بشرح موجز ومبسط عن كل طريقة من هذه الطرق.
1 -البرك في البيوت :
من المعروف أن الأمطار قليلة السقوط في مدينة الكويت إلا أن الكويتيون استفادوا منها حيث أنهم وضعوا في أحوشه بيوتهم خزانات مجوفة في الأرض لخزن هذه المياه تسمى “البركة” وهي عبارة عن حفره مصنوع من الأسمنت يتراوح عمقها ما بين (3-4) أمتار وقطرها ما بين (6-7) أمتار وهي مستديرة الشكل في أغلب الحالات وفي بعض المنازل تكون “البركة” مربعة الشكل ولكن هذا الشكل قليل الوجود. أما بناء البركة فيتم على النحو التالي:-
تحفر حفرة في الأرض في وسط الحوش بالقياسات التي ذكرناها قبل قليل ثم ترص الصخور البحرية فوق بعض على حائط الحفرة الترابي في جميع أنحاء هذا الحائط ويوضع بين فواصل الصخور من جميع الجهات الأسمنت حتى يكتمل بناء الحائط الصخري ويطلى بطبقة من المساح الناعم الأسمنتي لمنع تسرب الماء منها وكذلك بالنسبة لأرضيتها فأنه تستخدم نفس المواد ونفس الأسلوب .
أما سقف البركة فأنه يكون على شكل قبة وذلك نظرا ألي عدم معرفة البناءين الكويتيين في استخدام الكونكريت المسلح بالحديد ولذلك فأنهم كانوا يستخدمون أسلوب “العقادة” المستخدمة بالبناء في ذلك وهي طريقة البناء على شكل المقوس أو طريقة “القباب” حيث تستخدم أيضا الصخور البحرية والأسمنت في بناء السقف والذي يمسح بالأسمنت الناعم هو أيضا ويوضع في أعلى السقف حوائط صغيره أربعة مربعة الشكل ارتفاعها لا يزيد عن المتر الواحد وهذه الحوائط تسمى رقبة البركة وتغطى رقبة البركة بباب خشبي خالي من المسامير الحديدية حتى لا تصدأ. هذه البركة توصل بسطح المنزل بعدة مواسير معدنية تنحدر فيها المياه ألي البركة وتوضع هذه المواسير في مرزام السطح وتوصل في طرفها السفلي ألي البركة أو يستخدم القماش بدلا من المواسير المعدنية ويسمى هذا القماش “الشتري” وتوضع هذه المواسير أو ” الشتري ” في أيام الشتاء حيث تسقط الأمطار في هذا الفصل وتجدر الإشارة هنا ألي أن أول زخة من الأمطار لا تخزن مياهها في البرك بل أنها تستخدم في غسل سطوح المنازل من الأوساخ والقاذورات ومخلفات الإنسان والقطط التي في الأسطح بل أن الزخة الثانية من المطر وما تليها من أمطار هي التي تخزن .فمياه الأمطار هذه تستخدم للشرب فقط دون أي استخدام أخر ونظرا ألي أن بعض المواسم تكون كمية الأمطار قليلة فأن كثير من البيوت يضيفون مياه شط العرب في هذه البرك وتستخرج المياه من البركة عن طريق استخدام دلو خاص لهذا الغرض . كذلك يستخدم “الملمص ” في استخراج الدلو إذا سقط في البركة و”الملمص” هو عبارة عن عدة خطاطيف مربوطة بحبل وتشبه السنارة أو مياد ير الحداق فترمى في البركة حيث تعلق في عروة الدلو ثم يسحب الحبل فيخرج الدلو الساقط . فالبرك لم تكن مقصورة على المنازل بل أن هناك العديد من المساجد كان بها البرك لقد كانت البركة هي الوسيلة الهامة في تخزين مياه الأمطار .
الحفر في الفرجان :-
ألي جانب البرك التي في المنازل فأنه توجد أيضا طريقة أخرى لتخزين مياه الأمطار إلا وهي الحفر والتي كانت منتشرة في فرجان الكويت والتي كان يتم تخزين مياه الأمطار التي تسقط في الشوارع و السكيك فيها فقد كانت هذه الأمطار تسبب بعض السيول التي تسير في الشوارع وتصب في البحر قبل أن تحفر هذه وعندما رأى أهل الكويت أن هذه المياه لا يستفاد منها وأنها تذهب ألي البحر دون الاستفادة منها قاموا بحفر هذه الحفر وتوجيه مياه السيول إليها بدلا من أن تتوجه ألي البحر وهذه الحفر قام بحفرها بعض الأفراد والعوائل على نفقتهم الخاصة حتى يوفروا الماء لهم ولسكان الحي الذي يقطنون فيه أما متى حفرة أول حفره للماء في الكويت فلم نتمكن من معرفة ذلك بسبب نقص في هذه المعلومات بل أن جميع من تحدث إلينا حول هذا الموضوع أفاد بان أسلوب هذا الحفر ليس جديد في المنطقة بل انه كان يستخدم منذ القدم وأنه طبق في الكويت منذ نشأتها وذلك نظرا لقلة المياه فيها وهو ليس أسلوب كويتي جديد بل طبق مثل ما كان يطبق في الجزيرة العربية والحفر على وجه العموم ليست كلها على حجم واحد بل أنها تختلف في أحجامها حسب طبيعة الأرض الموجودة بها هذه الحفر فقد كانت الحفر في بداية الأمر حفراً مفتوحة أي بدون سياج أو أسوار يحميها وكانت كثيراً ما كانت تتسبب في العديد من الحوادث مثل سقوط الناس و الأطفال والحيوانات فيها ولهذا السبب بنيت حول الحفر حوائط وأسوار لتقليل المخاطر وهذه الأسوار لها أبواب كبيرة لدخول الناس والدواب التي تنقل المياه إلى المستهلك . فمياه هذه الحفر لم يكن يستعمل للشرب نظرا إلى عدم نظافته حيث انه كان يحمل معه الطمي والأتربة والأسياخ التي موجودة في السكيك فقد اقتصرت استعمالاته على أغراض أخرى غير الشرب مثل الاستحمام وغسيل الملابس وغيرها من الاستخدامات البشرية بالإضافة إلى تروية الحيوانات الموجودة في المدينة .
هذه الحفر كانت موزعة في العديد من الحواري والفرجان فقد كانت هناك أكثر من حفره في الفريج الواحد و أهم الحفر التي كانت موجودة في داخل السور هي كالتالي :-
1- حفرة عائلة الفلاح
2-حفرة عائلة فارس الوقيان
3- حفرة عائلة المشاري
4- حفرة العوازم
5- حفرة عائلة الروضان
6- حفرة عائلة الحشاش
7- حفرة عائلة تيفوني
8- حفرة بن أدين
9-حفرة المسيل
10 -حفرة السوق
11- حفرة عائلة بوطيبان
12- حفرة بن منصور
13- حفرة أدغيم
14- حفرة مرتكي العازمي
15- حفرة عائلة العبد الرزاق
16- حفرة أبن أدريس
17- حفرة بن نامي
18- حفرة عائلة السبت
19- حفرة حسين الوزان
20- حفرة الرشايده
21- حفرة بن غريب
22- حفرة عائلة المحميد
23- حفرة أفريج
24 – حفرة عائلة أطبيخ
25- حفرة سرور
26- حفرة العبكل
27- حفرة حبيب
28- حفرة فيروز
29- حفرة الميدان الكبيرة
30- حفرة الميدان الصغيرة
31- حفرة بن فيد أو السبيعي
هذه هي الحفر التي كانت معروفه ومشهورة ولكنها ليست هي كل الحفر التي كانت في الكويت بل أن هناك حفر عديدة وصغيرة وغير مشهورة تكون موجودة داخل الكثير من البيوت وتكون ذات استعمال خاص ومحدود لم نرى داع لذكرها هنا و أنما ذكرنا هذه الحفر كمثال على ذلك .
الخباري :
“الخباري ومفردها خبره ” والخبرة كلمة من اللهجة المحلية وغير موجودة في معاجم اللغة العربية ولكن يستعملها أهل الخليج وسكان المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية وتعني البحيرة الصغيرة الضحلة جدا أو بقعة من الماء غير دائمة الوجود و الخبرة تتكون في العادة من مياه الأمطار فتتجمع هذه المياه في المناطق المنخفضة والسبخات بعد سقوط الأمطار مباشرة ونظرا إلى عدم وجود نظام صرف لمياه الأمطار فأن المدينة عندما تسقط الأمطار بغزارة تتحول إلى مدينة مائية تشابه مدينة البندقية في إيطاليا من كثره البحيرات أو الخباري فيها وتكون الخباري دائما في البرايح وتصبح البراحة مستنقع مائي يصعب عبوره يصبح ارتفاع المياه في وسط البراحة في بعض الأوقات إلى أكثر من (10) سم ولهذا فأن هذه الخبرات تصبح مصدر لترويه الحيوانات والتزود بالمياه للمنازل وأشهر الخباري في مدينة الكويت هي خبرة “بن حمود ” وهو الجد الأكبر لعائلة “الشايع” هذه الخبرة المسماة باسمه كانت موجودة في شمال المرقاب وكان موقعها هو نفس الموقع الذي يحتله “برج التحرير” في الصفاة ألان بالإضافة إلى الخباري الصغيرة المنتشرة في طرق المدينة كما توجد خباري خارج السور وخصوصا في منطقة الشامية العديلية والدعية
كما كان يوجد خارج مدينة الكويت وعلى الطريق المؤدي إلى الدمنة بالقرب من قصر الشعب من الناحية الجنوبية حفرة كبيره وضخمة للماء تصب فيها سيول مياه الأمطار التي تتساقط في أيام الشتاء حيث تسير هذه المياه في الشعاب الصغيرة الموجودة في المنطقة وتصب في هذه الحفرة وقد حفرت هذه الحفرة في زمن الشيخ سالم المبارك فمن ضخامة هذه الحفرة سميت تجاوزا بالسد وكانت تسمى “سد سالم ” حيث كانت تزود القرى القريبة منها بالماء حيث كان يفد إليها الكثير من الحمارة لنقل مياه هذا السد في الفترات التي تقل فيها الأمطار وخصوصا في فترات الصيف وكثيرا ما كان هذا السد أن تجف مياهه لكثرة استخدام المياه الموجودة فيه موقعه كان في المنطقة التي ألان بين حولي من الغرب وقصر الشعب من الشرق وطريق الدائري الرابع من الجنوب