التاريخ المختصر لعائلة المرزوق
تنتمي عائلة المرزوق في أصولها إلى قبيلة السبيع العربية التي تعيش في وسط الجزيرة العربية فهي من فخذ الجمالين من بطن بني عامر ويعرف عن قبيلة السبيع بأنهم عدنانيون الأصل ومن العرب المستعربه هاجروا من الحجاز إلى وسط الجزيرة العربية كبدو رحل وراء الكلأ والمطر. ثم دخلت القبيلة الإسلام في عهد الخليفة أبو بكر الصديق. وينتهي أصلهم إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث أن نسبهم كالتالي{ سبيع بن جعدة بن عامر بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام}
وقد أكد ذلك الكثير من الباحثين والكتاب في كتبهم وسبيل المثال فقد ذكرها أبو فرج الأصفهاني في كتابه الشهير ( الأغاني) وكذلك ذكرهم الأستاذ العلامة حمد الجاسر في كتابه جمهرة الأنساب
قبيلة السبيع اشتهرت بالعزة والنعرة القبلية وتطبيق مبدأ الأخذ بالثأر بكل قوة في حروبها مهما كلفها ذلك الأمر من خسارة مادية أو خسارة في الأفراد. كما عرف عنها كثرة إغارتها و هجومها على القبائل العربية الأخرى والتي كثيرا ما تؤدي هذه الغارات والغزوات إلى حروب طويلة الأمد تأخذ فترات زمنية كبيرة حيث تفقد القبيلة أغلب رجالها في هذه الحروب.
والقبيلة لها العديد من الألقاب التي اشتهرت بها وعرفت بين القبائل العربية الأخرى مثل سبيع الغلبا وأهل المثولثه (المثولثه هي عبارة أكله تتكون التمر والمرق واللحم مع الفته (أي الخبز ) وحليب ألإبل ) ومدلهة الجار ومتيهة الأبكار ومعسفة الأمهار وأهل الردات .
و تاريخ القبيلة طويل بهذا الشأن على مر العصور بدأ من التاريخ القديم أي قبل الفتوحات الإسلامية حتى وقتنا الحاضر أو كما يسمى بالتاريخ الحديث أو المعاصر ولكننا لسنا بصدد الحديث هنا عن تاريخ قبيلة السبيع كقبيلة بالمعنى الشامل والواسع فموضوع تاريخ القبيلة ليس هو مجال موضوع حديثنا.
ولكننا سوف نتكلم هنا عن تاريخ فرع متفرع من عدة بطون وأفخاذ لهذه القبيلة وبشكل بسيط وملخص جدا عن فرع لقبيلة السبيع وهو يختص بتاريخ عائلة المرزوق في الكويت حيث سوف نقوم هنا بسرد ملخص عن تاريخ العائلة منذ هجرة العائلة من موطنها في وسط الجزيرة (منطقة أرماح شمال مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ) قبل أكثر من مائتان عام حتى منتصف الستينات من القرن العشرين الماضي.
من المعروف عن عائلة المرزوق بأنها من العائلات الكويتية التي هاجرت مبكرا إلى الكويت حيث أنها وفدت في أواخر القرن (18) خلال الفترة مابين عامي 1777م- 1780م في عهد (الشيخ عبد الله الأول بن صباح الأول الحاكم الثاني للكويت والذي حكم الكويت من عام 1776 إلى عام 1814 ) كما تشير الوثائق التي بحوزتنا وكذلك الدلائل القديمة لهذه الهجرة وقد نزحت من وسط الجزيرة العربية ومن منطقة الرماح كما ذكرنا والمعروفة بأنها منطقة قبيلة السبيع والتي تقع على بعد حوالي 65 كيلومتر شمال مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.
وعائلة المرزوق لم تأخذ هذا الاسم إلا عندما استقرت في الكويت بعد ما هاجر إليها (مرزوق بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز )حفيد الجد الأكبر للعائلة وهو (بجران بن عمر بن خيوط بن عمر بن عامر بن صعصعة السبيعي) شيخ فخذ الجمالين من قبيلة السبيع وكان أسم العائلة الذي تعرف به قبل أن تهاجر إلى الكويت هو عائلة (بن بجران)وكان (مرزوق بن عبد الله )هو أحد أفراد هذه العائلة يعيش مع أهله وسائر عشيرته في منطقة الرماح في السعودية ثم ترك هذه المنطقة وهاجر كما أشرنا إلى الكويت حيث أسـس عائلة جديدة. و (مرزوق بن عبد الله )هو الجد الأكبر للعائلة ومؤسـسها في الكويت والذي أخذت العائلة أسمه وتسمت به إلى يومنا هذا.
وتعود أسباب هجرة (مرزوق بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي ) وتركه منطقة الرماح نهائيا و النزوح إلى الكويت إلى سببين رئيسيين هما:-
أولا هو ذلك الخلاف الحاد الذي نشب بين (مرزوق بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي ) وأشقائه بعد وفاة أبيهم (عبد الله ) على تقسيم التركة التي اعتقد (مرزوق ) أنه ظلم في توزيع التركة ووقع عليه غبن شديد ولم يحصل على نصيبه كاملا من تركة والده كما كان يعتقد. الأمر الذي جعله يدخل في نزاع شديد مع أشقائه و بالتالي أدى هذا النزاع إلى أن يترك مرزوق أهله وعشيرته ويغادرهم إلى الكويت وهو حالة زعل و عدم رضي معهم.
ثانيا هي الطفرة التجارية التي نشأت في الكويت وتحولها إلى ميناء هام في المنطقة ترد إليه بضائع التي يعاد تصديرها إلى الجزيرة العربية والعراق وبقية الدول بعد أن حولت بريطانية مكتب بريدها و مخزنها العام من البصرة إلى الكويت بسبب المشاكل التي كانت تنشب بين العراق وإيران مما جعل الكويت مركز تجاري ناشئ يتطلع إليه الكثير من القبائل وأن تهاجر إليه وكان (مرزوق بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي ) تاجر ناشئ شاب في أوج شبابه قرر أن يجرب نصيبه في التجارة بالكويت بعد أن رأى الكثير من رجال قبيلته والقبائل الأخرى يتركون موطن قبيلتهم ويتوجهون إلى الكويت وأنهم ينجحون في تجارتهم ويحققون الإرباح المادية الكبيرة في الكويت التي بدأ أسمها يبرز في المنطقة فقدم إليها وأستقر فيها
وعندما هاجر (مرزوق بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي) من منطقة أرماح لم يهاجر فقيرا معدما أو معسرا ليست لديه أموال بل العكس من ذلك كانت لديه ثروة جيدة سهلت له الحياة في الكويت فقد جلب معه كل أملاكه وحلاله والتي كانت في ذلك الوقت هي الجمال والغنم والتي أخذها بعد أن حصل على نصيبه من تركة والده كما أصطحب معه زوجته وأبنه البكر محمد وحاشيته وخدمه .
عندما حط رحاله (مرزوق بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي )في الكويت استقر هو وعائلته في أحدى المناطق السكنية الموجودة في الكويت والتي مع الأسف الشديد لم نحصل على أية معلومات تدلنا على موقع البيت الذي سكن فيه أول مرة عندما حط رحاله في الكويت أو حتى المنطقة السكنية التي استقر فيها بعد وصولهم إلى الكويت ولا نعلم هل سكنوا في بيت للأجرة داخل الديرة أم أنهم سكنوا في بيت شعر عائد لهم هذا الأمر لم يتبن لنا ولم نحصل على معلومة عنه ولكن الثابت لدينا من هذا الأمر والمؤكد منه هو أن (عائلة مرزوق بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي) قد سكنت بعد فترة زمنية قصيرة من وصولهم أرض الكويت في منطقة سميت فيما بعد ذلك( فريج السبعان ) عندما سكنت جموع من قبيلة السبيع في هذه المنطقة ويعتبر مرزوق بن عبدالله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي هو من أوائل أفراد قبيلة السبيع الذين وفدوا إلى الكويت مثل العوائل الكويتية من قبيلة السبيع المعروفين وهم عائلة السميط وعائلة العبد الرزاق وعائلة البسام وسكنت العائلة في هذا الفريج إلى بعد وفاة الأب (مرزوق بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي ) حيث أشترى أبنه (محمد بن مرزوق بن عبد الله ) بيتا له ولعائلته في هذا الفريج بعد وفاة أبيه ( مرزوق).
و يقع فريج السبعان هذا في وسط مدينة الكويت ونستطيع أن نحدد موقعه كالأتي:-
1- يحده من جهة الشرق منطقة سوق الخضار واللحم ومسجد بن بحر الحالي.
2 – يحده من جهة الجنوب سوق واجف والشارع الجديد ( شارع عبد الله السالم ).
3 – ويحده من جهة الغرب المبنى الرئيسي السابق لبنك الكويت الوطني في مدينة الكويت.
4- ويحده من جهة الشمال مبنى البنك المركزي.
استقرت العائلة فترة من الزمن في فريج السبعان ثم انتقلت إلى منطقة القبلة والتي تقع في الناحية الغربية من مدينة الكويت بعد أن كثر عدد أفرادها وأصبح البيت الذي يسكنون به في فريج السبعان صغيرا عليهم و بعد أن استقروا في المنزل الجديد توفى الأب (محمد بن مرزوق بن عبد الله ) وترك من الأولاد ولدان هما :-
1- عبد العزيز محمد المرزوق غادر عبد العزيز محمد المرزوق الكويت بعد وفاة أبيه محمد وأستقر في منطقة (أبو الخصيب) في أقصى جنوب العراق بعد أن أشترى أرضا زراعية هناك ولكن عبد العزيز وذريته ماتوا جميعا في (أبو الخصيب ) ودفنوا هناك بعد أن أصابهم وباء الطاعون هذه الأرض الزراعية استولت عليها عائلة الهارون وسكنت فيها فتوجه (داود بن سليمان المرزوق ) بعد فترة زمنية طويلة إلى العراق للمطالبة بالأرض وذلك بإقامة دعوى في المحاكم العراقية لاسترجاع هذه الأرض ولكن توجه عدد من شيوخ منطقة أبو الخصيب إلى داود المرزوق أدى إلى تنازله عن الدعوى والأرض معا
2- عبد الله محمد المرزوق أشترى قطعة أرض في منطقة القبلة وشيد عليها بيتا جديدا له وحسب ما تشير وثيقة التملك لهذا البيت والذي يشير تاريخها إلي عام 1803 بأن البيت هو ملك للسيد (عبد الله محمد المرزوق ) وأن هذا البيت يقع في المنطقة الغربية من الكويت خارج السور والمقصود بالسور هنا {هو السور الثاني للكويت الذي بني في عام 1799 وأزيل في عام 1875 }.
ويقع بيت المرزوق هذا أو كما يعرف عند العائلة (البيت العود)على ساحل البحر مباشرة ولم يفرق بين البيت والبحر إلا طريق لا يتجاوز عرضه عن 5-6 أمتار على أكبر تقدير وعرفت المنطقة التي يقع فيها ( بيت المرزوق ) بفريج المرزوق والذي يمكن تحديد موقعه حاليا في الجهة الجنوبية الغربية من مجلس الوزراء الحالي والتي هي الآن أرض فضاء خاليه غير مستغله وملك للدولة فيحد الفريج من
1- جهة الغرب متحف بيت السدو (الذي كان بيت ليوسف مرزوق المرزوق ثم أشتره يوسف بهبهاني المعروف بيوسف شرين).
2- من جهة الشرق مسجد اليعقوب أو كما يسمى بمسجد الخالد.
3- من جهة الجنوب مسجد المرزوق (الذي بناه عبد الله بن محمد المرزوق سنة 1813 م ).
4- من جهة الشمال البحر( جون الكويت ).
يعتبر(بيت يوسف مرزوق المرزوق) أول مبنى خاص يبنى في الكويت من الاسمنت المسلح و الطابوق الأسمنتي فقد تم استيراد مواد بنائه من الهند.وقد أستكمل بناءه في عام 1933 حيث كان هذا البيت تحفة هندسية رائعة تسترعي انتباه جميع أهل الكويت وبناء لم يألفه أحد من قبل ويستحق أن يشاهده الناس و يتفرجوا عليه ولا يزال هذا البيت موجودا إلى اليوم وهو ألان ملك للدولة وهو متحف ويعرف حاليا ببيت السدو.
بعد أن استقرت عائلة المرزوق في الكويت فترة طويلة من الزمن ازدهرت أوضعها الاقتصادية و نمت عندما تحول نمطها الاقتصادي من حياة البداوة التي تعتمد على التنقل والترحال و امتلاك للإبل والغنم والسكن في بيوت الشعر والخيام إلى مهنة الغوص على اللؤلؤ وتجارته (الطواشة ) التي تتطلب الاستقرار والعيش الدائم في بيوت ثابتة في المدن.
و عندما تركت العائلة حياة البداوة والترحال واستوطنت نهائيا الكويت واتخذته وطننا جديدا لها تحول العمل لديها من تجارة الإبل والغنم والتنقل بها في الصحراء إلى مهنة الغوص على اللؤلؤ وتجارته (الطواشة )التي كانت شائعة في الكويت في تلك الفترة من الزمن والتي كان يمارسها كل أهل الكويت و أصبحت هي المهنة الجديدة التي أتخذها(عبد الله محمد المرزوق) مهنة أساسية له حيث أشترى( سفينة خشبية شراعية صغيرة ) وهي من نوع الشوعي أخذ يستخدمه للغوص الذي أصبح مصدر رزقه ومهنته الأساسية وظل يزاولها فترة لا بأس بها من الزمن إلى أن أكرمه الله بزيادة في الخير ومن عليه من فضله الواسع بسبب هذه المهنة والتي هي(الغوص و الطواشة).
هذا الشوعي الذي أمتلكه (عبد الله محمد المرزوق ) ليست لدينا عنه أية معلومات هل اشتراه مستعملا أم أنه تم بناءه خصيصا له ؟ ما هو حجم هذا الشوعي؟ وما أسمه ومن هو النوخذا الذي يقوده؟ هذه المعلومات ليست متوفرة لدينا ولكن المؤكد لدينا أنه يمتلك هذا الشوعي وأنه شارك به في موقعة الرقة البحرية والتي وقعت في الشهر السادس (يونيو) من عام 1783 والتي انتصرت فيها الكويت عندما حاول الشيخ بركات من بني كعب بن نصار أمير الضفة الشرقية للخليج العربي حاكم منطقة المحمرة في بر فارس المنطقة الإيرانية المطلة على الخليج (عربستان ) غزو الكويت وفرض سيطرته عليها أثر رفض (الشيخ عبد الله الأول) الحاكم الثاني للكويت تزويج بنته مريم لأحد أبناء الشيخ بركات من بني كعب بن نصار.
أستخدم (عبد الله محمد المرزوق ) (الشوعي ) الذي يملكه في هذه الحرب والتي وقعت في المنطقة ما بين جزيرة فيلكا ورأس الأرض شأنه شأن كل أهل الكويت مستخدمين سفنهم في هذه الحرب التي انتصروا فيها بسبب صغر حجم سفنهم وسرعة حركتها وضخامة سفن الغزاة وعدم مقدرتها على الحركة حيث دارت المعركة في مياه ضحلة بالقرب من الشواطئ الكويتية وكان البحر في حالة جزر و أستطاع الكويتيون أن يثقبوا سفن عدوهم ويغرقوها في البحر.
ثم بدأ (عبد الله محمد المرزوق )في تطوير أعماله حيث لم يقتصر عمله على مهنة الغوص و الطواشة بل بدأ بمزاولة التجارة العامة بصورتها الشاملة و تجارة الذهب بصورة خاصة بالإضافة إلى عمله الأساسي في تجارة اللؤلؤ وبدأ التجارة ببيع اللؤلؤ إلى التجار الهنود واستبداله بالذهب والبضائع التجارية فقد كانت تجارة الذهب ونقله في الكويت في أوج عظمتها الاقتصادية وخصوصا مع الهند. فقد كانت هذه التجارة هي التجارة الرئيسية والهامة وهي الرائجة والمسيطرة على الوضع الاقتصادي في الكويت و التي يمارسها تجار الكويت ثم تأتي بعدها من حيث الأهمية التجارة العامة واستيراد البضائع وخصوصا المواد الغذائية التي كان يتم استيرادها من الهند وإيران بالدرجة الأولى ثم تجارة التمور من العراق بالدرجة الثانية.
تزوج عبد الله المرزوق من سيدة هي من عائلة المخيزيم وهي أخت غير شقيقة لوالدة الشيوخ محمد وجراح ومبارك الصباح حكام الكويت السابقون وهي أخت لوالدة الشيوخ من ناحية الأم أنجب منها أبنه سليمان بمعنى أن سليمان أبن خالة هؤلاء الشيوخ
عندما نمت تجارة(عبد الله المرزوق )وكبرت أدخل معه في العمل التجاري أبنه( سليمان عبد الله المرزوق ) الذي ولد في عام (1804 )ليساعده في العمل ويكون معينا له وعندما أصبح ( سليمان المرزوق ) ولدا شابا يعتمد عليه في كافة الأمور تسلم من أبيه أمور العمل التجاري والسفر إلى الخارج بينما أستمر والده (عبد الله المرزوق ) في مزاولة مهنة الغوص و الطواشة وإدارة العمل في الكويت حيث كان(سليمان المرزوق ) يسافر إلى الخارج وخصوصا إلى الهند والعراق من أجل التجارة خصوصا بعد أن أشترى (سليمان) أرض زراعية بها نخيل في أقصى جنوب العراق في منطقة (مهيجران بالبصرة) حيث يقوم بتصدير تمور هذه الأرض إلى الهند.
بعد أن من الله على (عبد الله محمد المرزوق) بالخير الوفير أسس مسجدا يعرف اليوم بمسجد المرزوق أو كما يعرف بين الناس بمسجد الشرهان هذا المسجد يقع في المنطقة الغربية من مدينة الكويت حيث بناه على نفقته الخاصة (عبد الله محمد المرزوق) في عام 1813 كما هو مسجل في ملفات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية وليس كما جاء في بعض المصادر بان الذي أسـسه هو (مرزوق البدر) وهذا المسجد عرف فيما بعد بين الناس باسم مسجد الشرهان نسبة إلى الإمام الذي كان يصلي فيه وهو المرحوم ( ملا راشد الشرهان (الصقعبي) ) علما بأن (عبدالله محمد المرزوق) أوقف ثلاث بيوت للمسجد بما فيهم البيت الذي كان يسكنه الإمام ملا راشد الشرهان في ذلك الوقت. وقد تقدم في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي الملا راشد الشرهان إلى المرحوم حمد الداود المرزوق . طالبا منه الموافقة على تسجل بيت الوقف الذي يسكنه وتحويل ملكيته إلى أسمه شخصيا فرفض المرحوم حمد الداود ذلك الطلب وقال لا يمكن أن أحول ملكية بيت أوقف لوجه الله إلى ملكية شخصية .
في عام 1831سافر(سليمان بن عبد الله المرزوق )إلى الهند برفقة خاله من عائلة المخيزيم ومصطحبا معه (خادم) له في مهمة تجارية وأثناء وجوده في الخارج أجتاح الكويت وباء الطاعون الذي حصد أرواح الآلاف من سكان الكويت وعندما عاد (سليمان المرزوق ) من سفرته هذه وجد جميع أفراد عائلته قد توفاهم الله جميعا بسبب إصابتهم بهذا الوباء كما وجد البيت خاليا ومقفلا ومفتاحه كان موجودا عند أحد أفراد عائلة المديرس ويحتفظ به أمانة عنده ليسلمه له عندما يصل إلى الكويت بعد أن يعود من سفرته.
هذا الوباء أصاب الكويت في عام 1831 وتعرف سنة الإصابة بهذا الوباء(بسنة الرحمة) واجتاح الوباء الكويت في عهد (الشيخ جابر الأول بن عبد الله الأول) الحاكم الثالث للكويت والمشهور باسم ( جابر العيش) و يعتقد أن الجد (عبد الله بن محمد المرزوق) الذي توفي بمرض الطاعون نتيجة انتشار هذا الوباء في الديرة قد دفن في بيته ( البيت العود ) بسبب عدم مقدرة الناس على الخروج إلى الطريق ونقل الموتى ودفنهم في المقبرة وذلك بسبب كثرة جثث الموتى في المدينة.و تأكيدا لصحة معلومة دفن جد العائلة (عبد الله المرزوق) في بيته فقد وجد في (البيت العود) ثلاثة هياكل عظمية عندما تم هدم البيت في عام (1961) ويعتقد أن أحد هذه الهياكل هي (لعبد الله محمد المرزوق) ولم يتم التعرف على بقية الهيكلين الآخرين.
لقد رأيت أنا مدون هذه البيانات عادل يوسف خالد المرزوق هذه الهياكل العظمية شخصيا وبأم عيني حيث رميت هذه الهياكل في البحر.( عندما أمر المرحوم محمد الداود المرزوق برميها في البحر بناء على فتوى من أحد رجال الدين).
ويقال لم تسلم من هذا الوباء إلا عائلة كويتية واحدة هي عائلة المديرس حيث فرضت جدتهم على جميع أفراد عائلتها عدم الخروج من المنزل و العزل التام عن الناس ولم تسمح لأي شخص بالدخول إلى البيت أو الخروج منه أي أنها ضربت على البيت ( كرنتينا )والذي يخرج لا يدخل البيت مرة أخرى لان أبواب البيت الخارجية لا تفتح لأي شخص مهما كانت قرابته لهم وهكذا نجت عائلة المديرس من هذا الوباء.
أثر هذه الكارثة التي أصابت الكويت وموت أغلب سكانها وجد (سليمان المرزوق) أن جميع أفراد عائلته قد فنيت تماما ولم يبقى منها أحد غيره هو على قيد الحياة فقرر أن يعيد تكوين العائلة من جديد فتوجه بعد هذه الكارثة إلى منطقة أرماح في السعودية حيث يقطن أبناء عمومته من قبيلة السبيع فتزوج في عام 1832بعد سنة (الرحمة) مباشرة من أحدى قريباته البدويات والتي هي الجدة الكبرى لعائلة المرزوق( فهيدة السبيعي ) البدوية التي أحضرها معه إلى الكويت وأنجب منها جميع أولاده وهم كالتالي:-
1- محمد سليمان عبد الله المرزوق الذي ولد في عام 1832 وتوفى في عام 1867.
2- عبد الله سليمان عبد الله المرزوق الذي ولد 1835 وتوفى 1869 وأنجب ابنتان فقط هن شريفة ودلال.
3- عبد العزيز سليمان عبد الله المرزوق الذي ولد في عام 1837 أستشهد في عام1857 تقريبا في أحدى الغزوات الكويتية في منطقة القطيف وليست له ذرية
4- لولوة و شيخة وشريفة بنات سليمان عبد الله المرزوق لا يعرف عنهن أية معلومات
5 – داود سليمان عبد الله المرزوق الذي ولد في عام 1847 وتوفى في عام 1925
كما تزوج (سليمان المرزوق ) من سيدتين من عائلات الكويت هما (السيدة هيا الفلاح) التي تزوجها بعد زواجه من (فهيدة السبيعي )) و(السيدة هيا الدويري) التي هي زوجنه الأخيرة ولم يرزق منهن بذرية حيث أنه بعد الزواج من هاتين السيدتين وقبل أن يرزق بذرية منهن أصيب بمرض يسبب له ألم شديد في ظهره ويعتقد بأنه عرق النسا وأن علاج هذا المرض يستدعي الكي في الظهر وتم أخباره بأن عملية الكي هذه سوف تقطع النسل عنده و تحرمه من الذرية من جديد فوافق على ذلك وتم كيه ولم يرزق من الذرية بعد ذلك.
ويرجع سبب زواج سليمان المرزوق من(السيدة هيا الفلاح) و(السيدة هيا الدويري) هو أن جدتنا البدوية (فهيدة السبيعي )لم تطق الحياة في المدينة والاستقرار في بيت واحد حيث تعودت على حياة البداوة والتنقل والترحال وأصابها(مرض الحنين إلى الوطن)فطلبت من زوجها أن يأذن لها بالعودة إلى أهلها والعيش معهم في الصحراء كما تعودت أن تعيش سابقا قبل زواجها من سليمان المرزوق فأخبرها زوجها بأنه لا يستطيع العيش في البيت بدون زوجه والأولاد بدون أمهم وأنها إذا عادت إلى البر فأنه سوف يكون مضطرا بأن يتزوج عليها فوافقت على ذلك وتوجهت إلى أهلها في رماح حيث كانت تذهب معهم إلى الصحراء والعيش فيها فترة من الزمن ثم تعود في أوقات مختلفة إلى الكويت بين فترة وأخرى لكي ترى زوجها وأولادها. بقيت فهيدة على ذمة زوجها سليمان ودون أن يطلقها وتوفت ( فهيدة ) ودفنت في الصحراء بل قيل أنها توفت قبل زوجها ولم يعرف تاريخ وفاتها
توفى (سليمان بن عبد الله بن محمد المرزوق) مؤسـس عائلة المرزوق في عام ( 1875)و وهو يبلغ من العمر (71) عاما حيث ولد في عام (1804) وتنقسم ذريته إلى قسمين رئيسيين
أولا ذرية أبنه محمد سليمان عبد الله المرزوق وأنجب (8) بنات هن ( هيا – وضحه – شاهة – منيرة – حصة – فاطمة – دلال – شريفة ) كما أنجب ولد واحد فقط وهو (مرزوق ) وتنحصر ذريته في أبنه الوحيد مرزوق الذي أنجب (محمد – جاسم – يوسف – فهد – شيخه – منيرة – عائشة ) وتوفى محمد سليمان المرزوق وأبنه مرزوق صغير السن حيث قام عمه داود سليمان المرزوق بتربيته وعامله معاملة ممتازة كما يعامل أولاده.
ثانيا ذرية أبنه داود سليمان عبد الله المرزوق وأولاده هم :-
عبد الله – حمد – لولوة – محمد – عبد الوهاب – عبد العزيز – دلال – خالد
جميع أبناء داود سليمان المرزوق المذكورين أعلاه وكذلك أبناء أبن شقيقه محمد سليمان المرزوق من أبنه الوحيد مرزوق وهم (محمد – جاسم – يوسف – فهد) قد مارسوا مهنة التجارة وبصورة خاصة مع الهند والعراق حيث كانت لهم مكاتب تجارية في الهند استيراد وتصدير ( وخصوصا تجارة الذهب التي شكلت عصب هذه التجارة وعامودها الفقري )
ظل جميع أفراد عائلة المرزوق يمارسون مهنة الغوص على اللؤلؤ وتجارة الطواشة جيل بعد جيل وأخر شخص من عائلة المرزوق كان يمارس مهنة الغوص وكان نوخذا غوص (هو المرحوم محمد الداود المرزوق ) في شوعي لعائلة المرزوق والبحارة كانوا أشقائه (عبد الوهاب وعبد العزيز وخالد) على حياة والدهم (داود سليمان المرزوق) وذلك قبل تحولهم إلى مهنة التجارة. أما أخر من ظل يمارس مهنة الطواشة من العائلة (هو المرحوم خالد الداود المرزوق ).
أثر هذه الحركة التجارية القوية فقد استقر بعض أفراد العائلة فترة طويلة من الزمن في الهند ولم يتركوها إلا في أواخر الستينات من القرن العشرين وقد أشتهر (مرزوق محمد سليمان المرزوق) بالهند بسبب فتحه بيت ضيافة للكويتيين الذين يفدون إلى الهند للتجارة والعمل أو كبحارة لسفن الأسطول التجاري الكويتي حيث أصبح بيت الضيافة هذا كسفارة أو قنصلية غير رسمية للكويت بسبب العلاقات الشخصية التي تربط بين مرزوق المرزوق ورجال حكومة الهند البريطانية من بريطانيين وهنود. كما كان يعتبره البعض السفير الغير رسمي للكويت في الهند ولكنه كان معتمدا من قبل الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت وممثلا له في الهند كما عرف عن مرزوق المرزوق بأنه أستبدل علم الكويت الأسبق وغيره من علم الدولة العثمانية الذي كان علم الكويت الرسمي إلى علم الكويت السابق الذي عليه كتبت كلمة الكويت وذلك في عام 1914 أثناء الحرب العالمية الأولى عندما دخلت أحدى السفن الكويتية وهي (ملك للسيد حمد عبد الله الصقر) ميناء مدينة بومباي الهندية والتي كانت تحت الحكم البريطاني آنذاك وهي ترفع علم الدولة العثمانية الذي هو في نفس الوقت علم الكويت وكانت الدولة العثمانية في حالة حرب مع بريطانية فتم حجز السفينة واعتقال جميع بحارتها من قبل السلطات البريطانية في بومباي على اعتبار أن السفينة هي لدولة عدو لبريطانية وترفع علم دولة معادية وفي حالة حرب مع بريطانيا التي كانت تحكم الهند في ذلك الوقت. فتدخل مرزوق المرزوق مستندا على علاقاته الشخصية القوية مع البريطانيين لإطلاق سراح البحارة الكويتيين من السجن في الهند وأبلغ البريطانيين بأن هؤلاء البحارة هم من الكويت والتي تربطها وبريطانية اتفاقية الحماية التي وقعها الشيخ مبارك الصباح في عام 1899 ووافق البريطانيون على أطلاق سراح البحارة والسفينة شريطة أن يستبدل علم السفينة إلى أي علم أخر ووافق مرزوق المرزوق على هذا الشرط وأنزل العلم العثماني وأستبدله بعلم أحمر أخر كتب عليه هو بنفسه كلمة الكويت وأطلق سراح البحارة من السجن.
فكتب مرزوق المرزوق رسالة إلى الشيخ مبارك الصباح يعتذر فيها عن هذا التصرف وإنما كان الهدف من هذا العمل هو أطلاق سراح البحارة الكويتيين فقط وليس لأي غرض أخر. هذا العمل لقي قبول واستحسان من قبل الشيخ مبارك الصباح ووجد في هذا التصرف التحرر الرسمي للكويت من الولاية الاسمية للدولة العثمانية وأمر بأن يرفع العلم الذي وضعه مرزوق المرزوق فوق قصره الذي هو مقر للحكم في الكويت وأن يصبح هذا العلم هو العلم الكويت الرسمي وضل هذا العلم هو علم الكويت الرسمي منذ عام 1914 حتى عام 1961 حين استبدل بالعلم الحالي مع إلغاء اتفاقية الحماية مع بريطانية.
المرحوم (مرزوق محمد سليمان المرزوق) بقى طيلة حياته في الهند يزاول عمله هناك ولم يعد إلى الكويت أبدا وتوفى في مدينة بومباي ودفن فيها
عندما تعرضت الكويت وبالأخص منطقة الجهرة والمعروفة في تاريخ الكويت بسنة (الجهرة ) في عام (1920) للعدوان من قبل الأخوان والذين ينتمون إلى قبيلة المطير.قررت الكويت بناء سور حول المدينة يحميها من شر هذا العدوان.فشارك جميع أفراد عائلة المرزوق من الذكور والموجودين في الكويت في بناء السور الثالث الذي بني في تلك السنة في عهد الشيخ سالم المبارك الحاكم التاسع للكويت شانهم شأن أهل الكويت جميعا لصد غزو الأخوان على الكويت وأستمر هذا السور موجودا حتى عام 1957 عندما أزيل في عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح الحاكم الحادي عشر للكويت بعد التوسع العمراني نتيجة للطفرة الاقتصادية العائدة إلى اكتشاف البترول في الكويت.
وحتى قبل اكتشاف البترول وما صاحبه من توزيع للثروة على أفراد الشعب في عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح بفترة طويلة من الزمن. فأن الحركة التجارية الخارجية ونقل البضائع وإعادة التصدير قد نمت بشكل مضطرد في الكويت معتمدة بالدرجة الأولى على الأسطول البحري التجاري الكبير الذي غطى خطوط التجارة الدولية الممتدة من الهند وشرق أفريقيا والخليج العربي فقد أقامت عائلة المرزوق العديد من المكاتب التجارية الخاصة بها والتي تدير منها أعمالها في العديد المدن الهندية فقد كانت هناك مكاتب تجارية متعددة للسادة ( محمد الداود المرزوق وإخوانه ) في هذه المدن المكتب الأول لهم وكان في مدينة بومباي والمكتب الثاني في مدينة كراتشي وكان يشرف على هذين المكتبين المرحوم ( محمد الداود المرزوق ) المكتب الثالث وكان في مدينة كاليكوت ويشرف عليه المرحوم ( عبد العزيز الداود المرزوق ) كما كان هناك أراضي زراعية كبيرة مزروعة بالنخيل ملك لهم بالعراق في المخراق والدورة القريبة مدينة البصرة يصدر تمورها إلى الخارج وكانت تحت أشراف المرحوم ( خالد الداود المرزوق ) أما مكتب الكويت فكان تحت أشراف المرحوم ( عبد الوهاب الداود المرزوق ) الذي أصبح عضوا في المجلس البلدي الذي كان يرأس أمير الكويت الشيخ (احمد الجابر )خلال الحرب العالمية الثانية أما الأخ الأكبر لهم الغير شقيق وهو المرحوم ( حمد الداود المرزوق ) فقد أنفصل بالعمل التجاري عن أخوانة وضل يمارس تجارته بنفسه
كما كان هناك مكتب تجاري خاص للمرحوم (مرزوق محمد المرزوق) في مدينة بومباي في الهند وبعد وفاته أصبح هذا المكتب ملك للسيد ( محمد مرزوق محمد المرزوق ) الذي كان يعمل بحارا على سفينة أبيه في أول حياته العملية ثم تولى أمر هذا المكتب بعد وفاة أبيه ثم أنتقل بعد ذلك إلى مدينة كراتشي وأستقر فيها إلى أن توفي فيها كما أن المرحوم محمد مرزوق المرزوق كان ممثلا شبه رسميا للشيخ احمد الجابر في الهند وكانت بين الشيخ احمد الجابر ومحمد المرزوق مراسلات عديدة تتعلق بالأمور التجارية وكان له ديوان ومضيف يفد إليه الكويتيون في مدينة بومباي الهندية كان هذا الديوان والمضيف يماثل السفارة الكويتية بسبب علاقة محمد المرزوق الجيدة مع كبار المسئولين في حكومة الهند البريطانية وعندما سافر الشيخ احمد الجابر إلى الهند كان في ضيافة المرحوم محمد المرزوق أما أخيه ألمرحوم ( جاسم مرزوق محمد المرزوق ) فقد فتح له مكتب تجاري في مدينة بومباي ولكن توفى وهو في ريعان الشباب أما المرحوم( يوسف مرزوق محمد المرزوق ) فقد أسـس مكتب في مدينة بمباي بعد أن أطلق سراحه من المعتقل السياسي وعزوفه عن السياسة بعد أحداث المجلس التشريعي سنة 1938 ومغادرته الكويت إلى الهند ثم أنتقل إلى مدينة كراتشي حيث مارس العمل التجاري هناك ثم عاد إلى الكويت مرة أخرى فسافر إلى مدينة هامبورج ألمانية للعلاج حيث توفي هناك في يوم السبت الموافق 17 أغسطس من عام 1957 وجلب جثمانه بطائرة خاصة يرافق جثمانه أبنه الثاني الذي كان يدرس الطيران في انجلترا وهو الكابتن ( جاسم يوسف المرزوق ) ودفن ( يوسف المرزوق ) في الكويت في المقبرة القريبة من قصر نايف أما (المرحوم فهد مرزوق محمد المرزوق ) فقد أسـس مكتب في مدينة كراتشي وأقفل هذا المكتب بعد أن انحسرت التجارة مع الهند بعد اكتشاف البترول وازدهار الحركة التجارية في داخل الكويت.
مع هذه الحركة الاقتصادية الهائلة في ذلك الوقت فقد نما الأسطول التجاري الكويتي وأصبحت السفن الكويتية هي المسيطرة على الملاحة التجارية في الخليج والمحيط الهندي فقد اكتسبت سمعة جيدة بالنزاهة والشرف بين تجار الخليج والهند حيث لم تتعرض البضائع التي تنقل على السفن الكويتية إلى السرقة أو النهب كما تفعل بقية السفن الغير كويتية عندما تنهب البضائع المحملة عليها من قبل البحارة وأصحاب السفن ويدعون بأنهم تعرضوا لعملية قرصنة بحرية فقد كان أصحاب السفن والبحارة الكويتيين يحافظون على البضائع التي تشحن على سفنهم ولا يعرضون هذه البضائع للخطر ولهذا فأن أجور الشحن في السفن ألكويتية أعلى بكثير من بقية السفن للدول الأخرى ومع هذا فأن الطلب على السفن الكويتية ونقل البضائع شديدا جدا لثقة التجار الغير كويتيين بالسفن الكويتية.
وعائلة المرزوق شأنها شأن بقية العوائل الكويتية التي امتلكت السفن التجارية ساهمت في الحركة التجارية بصورة فعالة فقد شاركت سفن عائلة المرزوق في عملية النقل التجاري البحري حيث تكون أسطول السفن التجارية لأبناء داود سليمان المرزوق ( محمد الداود المرزوق وإخوانه ) من عدة سفن هي من نوع البوم السفار و أشهر هذه السفن كما ذكرها المرحوم يوسف خالد الداود المرزوق: –
ا- سمحان وحمولته 180 طن بني عام في 1924 وهو أول بوم يبنى لهم في حياة والدهم داود وكان النوخذا عبد الوهاب اليعقوب.
ب – سهيل وحمولته 150 طن بني في 1927 وكان النوخذا احمد اليعقوب
ج – مشرف وحمولته 140 طن بني في عام 1930 وكان النوخذا احمد بن قصار
د – نايف وحمولته 280 طن بني في 1934 وكان النوخذا احمد العمر (ألعمرو)
هـ – فاروق وحمولته 180 طن بني في عام 1936 وكان النوخذا بدر الخرافي
و – الميمون وحمولته 350 طن بني في عام 1938 وكان النوخذا عبد الوهاب اليعقوب
ز- المنصور وحمولته 150 طن بني في عام 1944 وكان النوخذا عيسى النشمي
ح – بيان وحمولته 150 طن بني في عام 1951 وكان النوخذا جمعة العماني
ك – المختار وحمولته 180 طن بني في عام 1956 وكان النوخذا حمد التورة
كانت هناك سفن خاصة لبقة أفراد عائلة المرزوق وخصوصا المرحوم (فهد المرزوق) الذي كان لديه بوم واحد فقط و ليست لدينا مع الأسف الشديد أية معلومات عن هذا البوم كما لم نتمكن من الحصول على أية معلومات عن بقية السفن التابعة لعائلة المرزوق ولكن يذكر أن هناك سفن خاصة قليلة جدا لا تزيد عن واحد أو اثنان للمرحوم ( يوسف المرزوق ) حيث كان رحمه الله يبع ويشتري في هذه السفن. (ولمزيد من المعلومات عن سفن ( محمد الداود المرزوق وإخوانه ) أرجع إلى كتاب صناعة السفن الشراعية في الكويت تأليف الدكتور يعقوب يوسف ألحجي أنتاج مركز البحوث والدراسات الكويتية 2001 )
عائلة المرزوق لم تتأخر في أي يوما من الأيام عن واجباتها الوطنية ولم تتوانى لحظة واحدة عن الدفاع عن الكويت فقد شارك جدها الأول عبد الله محمد المرزوق في موقعة الرقة البحرية كما ذكرنا سابقا كما أستشهد حفيده عبد العزيز سليمان عبد الله المرزوق والذي لم يكمل العشرين عاما في أحدى الغزوات الكويتية في منطقة القطيف حيث لم يتزوج بعد .
عندما حصلت الكويت على استقلالها وأنشئت العديد من السفارات وبعد أن مارست العمل السياسي والتمثيل الدبلوماسي مع بقية دول العالم أصبحت معروفة لدى العالم وبدأت تدخل في المعترك السياسي وما يصاحب هذا المعترك من مشاكل سياسية عديدة فقد واجهت الكويت العديدة من الهجمات الإرهابية الشرسة ضدها من منظمات إرهابية استهدفت المصالح الكويتية وأبناء الكويت في داخل الكويت وخارجها حيث كان رجال السلك الدبلوماسي الكويتي والذين يعملون في السفارات الكويتية هم المستهدفين لهجمات هذه المنظمات الإرهابية فقد ضحت عائلة المرزوق من أجل الكويت ومكانتها باستشهاد أبنائها وأبناء الكويت البررة وهم الشهيد مصطفى محمد مرزوق المرزوق عضو الهيئة الدبلوماسية الكويتية في مدينة نيودلهي عاصمة الهند والذي اغتالته يد الغدر والخيانة من المنظمات العربية الإرهابية و الشهيد محمد مرزوق محمد المرزوق الذي تم أسره من قبل القوات العراقية التي غزت الكويت عام 1990 ثم استشهاده على يد رجال مخابرات القوات العراقية الغازية كما تم أسر السيد فيصل يوسف المرزوق من قبل القوات العراقية ولم يطلق سراحه إلا بعد تحرير الكويت.
عائلة المرزوق لم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن الإحداث الهامة التي حصلت في تاريخ الكويت بل أنها شاركت في هذه الإحداث وساهمت مساهمة فعالة فيها فعلى سبيل المثال فقد عقدت في شهر أغسطس عام 1954 اجتماعات عديدة للطلاب الكويتيين قبيل توجههم إلى القاهرة للدراسة هناك وقد عقدت هذه الاجتماعات الطلابية في ديوان المرزوق والذي كان في منطقة القبلة والمطل على البحر للتباحث والتشاور في وضع دراستهم
فعندما برزت التنظيمات السياسية و الإدارية المتمثلة في المجالس العديدة التي تكونت طيلة تاريخ الكويت والتي كانت تدير كافة شئون الحياة في مدينة الكويت مثل المجلس البلدي ومجلس التعليم والصحة وغيرها من مجالس التي تكونت سابقا في الكويت فأننا نجد العديد من أبناء عائلة المرزوق أصبحوا أعضاء في هذه المجالس كما تقلدوا أيضا المناصب السياسية والاقتصادية الهامة في الدولة منذ بدأت تظهر هذه المؤسـسات في الكويت ونورد هنا بعض أسماء من أفراد العائلة على سبيل المثال لا الحصر وهم كالأتي:-
- المرحوم حمد الداود المرزوق عضو المجلس التشريعي عام 1938 و عضو المجلس البلدي
- المرحوم عبد الوهاب الداود المرزوق عضو المجلس البلدي عام 1939
- المرحوم يوسف مرزوق محمد المرزوق عضو المجلس التشريعي عام 1938 اعتقل سياسيا من 1939عام بعد أحداث المجلس التشريعي حتى أفرج عنه في عام 1944
- المرحوم احمد محمد مرزوق المرزوق رئيس ديوان المحاسبة1965 -1970
- السيد مرزوق عبد الوهاب الداود المرزوق عضو في وفد الكويت لشرح قضية الكويت بعد مطالبة الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم بالكويت سنة 1961 وعضو في المجلس البلدي من عام 1962 إلى عام 1966وعضو سابق في مجلس إدارة بنك الكويت الوطني
- السيد فهد عبد العزيز الداود المرزوق نائب رئيس اللجنة المركزية لبلدية الكويت سابقا
- عبد المحسن حمد الداود المرزوق عضو سابقا في غرفة تجارة وصناعة الكويت
- السيد جاسم خالد الداود المرزوق وزيرا للعدل ووزيرا للتربية ووزيرا للتجارة سابقا
- السيد خالد يوسف مرزوق المرزوق رئيس مجلس البنك العقاري وشركة عقارات الكويت سابقا
- -السيد جاسم يوسف مرزوق المرزوق من الدفعة الأولى من الطيارين العسكريين الكويتيين و العضو المنتدب في الخطوط الجوية الكويتية سابقا وطيارا فيها
- السيد احمد عبد الوهاب الداود المرزوق سفير سابق لدولة الكويت في اليونان ورئيس مجلس إدارة المجموعة المالية الكويتية سابقا
- السيدة غنيمة فهد مرزوق المرزوق رئيسة تحرير مجلة أسرتي
- السيد براك خالد الداود المرزوق رئيس ديوان المحاسبة منذ عام 1997
- السيد سالم خالد الداود المرزوق عضو مجلس الأمة في مجلس 1971 وفي مجلس 1974 وصاحب مكتب سالم المرزوق وصباح أبي حنا للاستشارات الهندسية سابقا ورئيس مجلس إدارة شركة المرزوق للزيوت
- السيد فيصل يوسف مرزوق المرزوق رئيس مجلس شركة عقارات الكويت السابق ورئيس تحرير جريدة الأنباء سابقا
- السيد ناصر عبد العزيز الداود المرزوق أول رئيس تحرير لجريدة الأنباء وعضو اللجنة المركزية لبلدية الكويت سابقا
- السيد عهدي فهد عبد العزيز المرزوق رئيس مجلس إدارة دار الكويت للصحافة سابقا ورئيس مجلس إدارة الشركة القومية للدعاية والإعلان سابقا
- السيد صلاح فهد عبد العزيز المرزوق عضو غرفة تجارة وصناعة الكويت وعضو مجلس التعليم العالي وعضو لجنة سوق الأوراق المالية
- السيد حمد عبد المحسن حمد المرزوق رئيس مجلس إدارة بنك الكويت والشرق الأوسط
- السيد محمد جاسم خالد المرزوق رئيس مجلس إدارة شركة التمدين العقارية و عضو مجلس إدارة بنك الكويت والشرق الأوسط
- السيد عبد الوهاب احمد عبد الوهاب المرزوق عضو مجلس إدارة البنك التجاري سابقا
- السيد عبد الوهاب مرزوق عبد الوهاب المرزوق رئيس مجلس إدارة شركة الكويت للسينما وعضو مجلس إدارة بنك الكويت والشرق الأوسط
- السيد وليد خالد يوسف المرزوق رئيس تحرير جريدة الإنباء سابقا
الآنسة بيبي خالد يوسف المرزوق رئيسة تحرير جريدة الإنباء في الوقت الحاضر
دون هذه المعلومات الخاصة بتاريخ عائلة المرزوق عادل يوسف خالد الداود المرزوق وقد تم تدوينها بعون الله تعالى في يوم السبت الموافق 18/12/2004 كما تمت مراجعة وتدوين بعض المعلومات التاريخية التي لم تذكر في يوم 6/12/2005 كما أضيف بعض المعلومات في يوم الاثنين 12/6/2006 وتمت المراجعة يوم الاحد الموافق 8/7/2007
ملاحظة هامة
أرجو منكم التكرم الإطلاع هذا الموضوع وتصحيح الأخطاء التاريخية إذا كان وردت فيه. حيث هذه المعلومات هي للتدقيق والمراجعة من قبل أفراد العائلة والتأكد من صحتها وهي ليست بصورة نهائية كما أرجو منكم تزويدي بأية معلومات أخرى إذا كانت لديكم و تتعلق في هذا الموضوع و لم يرد ذكرها هنا
فالرجاء الاتصال بأدارة الموقع عن طريق الفاكس رقم (5338268).
أو البريد الالكتروني (adel@al-marzook.com)